السبت 28 ديسمبر 2024

ودعة وأخواتها

انت في الصفحة 3 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

الفتات قالت في نفسها لقد حانت النهاية لن أكمل اليوم ليلتي حتى إن نجوت من السباع فسيقتلني البرد و الجوع بعد ساعتين بدأت ودعة تحس بأنها على وشك الإغماء
لكن في هذه الأثناء رجعت الأرانب وإقتربت منها فنظرت إليها وقالت بصوت ضعيف ليس لي ما أعطيكم إياه لكن الأرانب حركت رؤوسها كأنها تطلب منها أن تتبعها
فنهضت بتثاقل ومشت ورائها وبعد ربع ساعة شاهدت من بعيد مزرعة صغيرة فيها مخزن للتبن وأكياس من القماش فدخلت وسط كومة القش وأخذت كيسا غطت به نفسها وجلست الأرانب بجوارها فأحست بالدفء والطمأنينة فأغلقت عينيها و نامت
كان صاحب المزعة ساحرا ومنجما في خدمة السلطان إسمه إبن عبد البر لكنه قرر يوما طرده من القصر إثر وشاية تقول أنه يستحضر الجن ويبحث عن الكنوز والدفائن
فإنعزل عن الناس لأن أمره كان مشهورا فيهم ولو وقع بين أيديهم لأحرقوه بعدما لم يعد في حماية السلطان
لما فتح إبن عبد البر باب المخزن ليأخذ علقا لغنمه وجد جارية نائمة وقد تناثر شعرها الذهبي على التبن اندهش لرؤيتها وتساءل كيف جاءت إلى هنا فهذا المكان بعيد وتحيط به الأشجار
وكيف لم يأثر فيها السحر الذي وضعه حول المزرعة فمن يقترب منها تخرج له أرواح المۏتى
جلس بقربها وأخذ يتأملها بإعجاب فلقد كانت بارعة الجمال لكنها شاحبة الوجه وعرف أنها مريضة
منذ مدة طويلة لم ير أنثى قربه لذلك شعر بالسعادة لوجودها بجانبه أفاقت ودعة وعندما شاهدته يحملق فيها خاڤت ومدت يدها إلى سيفها وقالت إياك أن تقترب فأنا لا أعرف من أنت وماذا تريد
إبتسم إبن عبد البر وقال لها أنت في ضيافتي يا بنية وعليك أمان الله أنا أعيش وحدي مع قطة وقليل من الناس يأتون إلى هنا وأنا أتسلى كلما رأيت أحدهم تعالي إلى البيت نتناول فطور الصباح وأعرفك على القطة ياسمينة
ياسمينة هو اسم القطة وليست ياسمينة بنت العطار
ودعة_وأخوتها_الجزء_الخامس
....... كانت ودعة جائعة جدا وشمت رائحة الخبز الساخن فسال لعابها فتبعت الساحر وهي تنظر يمنهت ويسرها كان كل شيئ مرتبا في المزرعة ونظيفا وجعلها ذلك تشعر بنوع من الإرتياح لهذا الغريب
عندما دخلت البيت رأت المائدة منصوبة وفوقها كل الخيرات الخبز والعسل والمربى والجبن
قال لها الرجل كلى ما تشائين فأنت ضيفتي
ترددت قليلا
نظر إليها وإبتسم فلقد فهم أنها خائڤة فأكل من الطعام وجاءت قطة سوداء فرمى لها جبنا فأكلتها حينئذ مدت يدها وأكلت أيضا حتى شبعت وأتاها بإناء فيها ماء فغسلت يديها ومسحتهما في منشفة نظيفة 
جلست على مقعد وجلس هو أمامها وقال لها لقد لاحظت شحوبك هل تشكين من ألم في بطنك إني أرى فيه إنتفاخا
ولو سمحت لي بفحصك لعرفت مرضك 
سألته هل أنت طبيب فكل ما قلته صحيحا فمنذ شهر أحس كأن شيئا يتحرك في بطني والآن أصبح يضغط على صدري إقترب منها ونظر إلى عينيها وقال لها لست حاملا
لكن هناك شيئ ما في بطنك ثم وضع يده على بطنها وألصق أذنه إثر ذلك لاح الفزع على وجهه وقال هل إبتلعت شيئا 
روت له ما حدث مع نساء إخوتها
فضړب كفا بكف وأجابها لقد إحتالوا عليك فما بلعته ليس حلوى بل بيضة الثعبان الطائر وهي صغيرة لكن الثعبان يكبر بسرعة وعندما لا يكفيه الطعام سيأكل أحشائك
هذه الثعابين لا توجد إلا في قمم الجبال وتستعمل في أقوى أنواع السحر غدا سأخرجه وستستعيدين عافيتك إن شاء الله لكن أخبريني كيف أتيت إلى هنا 
قصت عليه حكايتها مع إخوتها وكيف طردوها وضياعها في الطريق لكنها كتمت عليه خبر الأرانب فقد لاحظت أنها تفر عندما تسمع صوته وترجع عندما يذهب وأمرها غريب
فهي ذكية جدا ومن المؤكد أن ورائها سرا بل كل شيئ هنا وراءه سر وسيكون لها الوقت لتكتشفه
عند الظهر قال لها الرجل لن تأكلي شيئا حتى الصباح يجب أن يجوع الثعبان عندها يمكن التخلص منه لو بقي بضعة أيام أخرى في بطنك لقټلك الحظ شاء أن يقودك إلى مزرعتي
في الغد أحضر دواءا صنعه من نبتة الحنظل وقال لها إنه شديد المرارة وعليك أن تشربيه دفعة واحدة هيا تشجعي 
أمسكت أنفها بيدها وشربته أحست بالمرارة تصعد إلى رأسها أحضر لها طسا وقال لها عليك بالإنحناء أما الثعبان فإنه إنزعج من شدة المرارة وإندفع إلى حلقها
ولما رأى الساحر طرف رأسه ضړب البنت على ظهرها بقوة فسقط الثعبان في الطاس وحاول الرجل أن ېقتله لكن ودعة صاحت أتركه أليس هو الجنين الذي إتهمني به إخوتي ونسائهم سأرجع للإنتقام ولن ينجو أحد من ڠضبي
بقيت ودعة عند الرجل تأكل وتشرب وتغني كل يوم وأصبحت مع الأيام أكثر فتنة حتى تحير الساحر من جمالها وهام بها وكبر الثعبان وأصبح تنينا رمادي اللون يتبعها أينما ذهبت
ذات يوم نزلت ودعة لتستحم في حوض الماء الساخن ومر الرجل فرأى شامة غريبة الشكل على ظهرها ولم يكن يحتاج إلى من يعلمه أن الجارية هي مفتاح كنز أحد كبار الملوك الذي يحرسه الجان وډمها هو الذي سيفتح الباب المغلق
في أحد الأيام كانت ودعة جالسة في المزرعة تستمع إلى شدو العصافير فاقترب منها الساحر وجلس بجانبها ثم قال لها إني أحبك و أريد أن أتزوجك وسأعطيك مهرا صندوقا من الذهب والفضة
نظرت إليه الفتاة بدهشة فلم تكن تنتظر منه ذلك فلقد كان في سن ابيها ثم قالت له إني مازلت صغيرة ولا أفكر في الزواج الآن
أجابها معك حق فأنت هنا فقط منذ شهر وهذا ليس كافيا لمعرفة طباع الإنسان على كل حال الموضوع سابق لأوانه لكن الكنز لا يمكن ان ينتظر 
سألته عن أي شيئ تتحدث 
قال جاء في الكتب القديمة أنه ناحية الشمال كانت توجد مملكة عظيمة عصى أهلها الله فأرسل عليهم وباءا قضى عليهم ونمت الأشجار والنباتات فغطت المدينة وأنا أعلم مكانها وفي أحد سراديب القصر هناك كنز كبير وأنت فقط من يمكن فتحه
قالت كيف عرفت ذلك 
رد عليها من الشامة التي على ظهرك
قالت له إخوتي أيضا لهم نفس الشامة .
بهت الساحر وقال تروي الأسطورة أن أحد أبناء الملك كان في الصيد وقت وقوع الوباء مع بعض العبيد والجواري
وقد نجا هؤلاء هذا يعني أنك وإخوتك من نسل هذا الأمير المحظوظ وقبل أن ېموت الملك صنع تعويذة لحماية الكنز و من له هذه الشامة يمكنه الدخول إلى الغرفة السرية في سرداب القصر دون أن يهلك
ودعة_وأخواتها_الجزء_السادس
...... عندما اخبر الساحر ودعة ان الشامة الموجودة في ظهرها يمكنها ان تدخل إلى الغرفة السرية في سرداب القصر دون ان تهلك كانت ودعة تستمع بانتباه ثم قالت
كان لأبي منجل مسحور يتجه دائما إلى الشمال وقد ورثه عن جده وهو قديم وعليه نقوش بلغة لا أفهمها
سألها الساحر بلهفة هل هو معك
أدخلت يدها إلى جرابها وأخرجته له تأمله
وقال لها عليه نفس الكتابة الموجودة في المدينة لكن لا أحد
يقدر على قراءتها ومن المؤكد أنه يصلح لشيئ آخر وليس فقط تحديد الشمال وإلا لما كان
في حوزة الأمير أثناء الصيد
فالكتب القديمة لم تروي إلا جزءا صغيرا من الأسطورة وعليهم

انت في الصفحة 3 من 5 صفحات