الجمعة 27 ديسمبر 2024

رواية نصيبي

انت في الصفحة 4 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز


مع مامتك ونبقى عيلة واحدة أنا مكنتش اتمنى إنك تسيب أهلك يا ياسر .
تنهيدة قوية صدرت منه قبل أن يقول 
ولا أنا يا زهرة كنت اتمنى بس مش كل الي بنتمناه بيحصل هي دي الدنيا .. ومين عالم يمكن في يوم أمي تعرف إنك مش وحشة زي ماهي شايفة وتفهم إنك أحسن اختيار اختارته في حياتي
.
دفنت رأسها في صدره وهي تغمغم 

وأنت أعظم اختيار يا ياسر وهفضل أقول إنك عوضي الحلو .
قبل أعلى رأسها بحنو وهو يهتف بحب 
كانت أحسن صدفة في عمري يوم ما اشتغلتي في شركتي وشوفتك .
التاسعة صباحا ..
كيف لها أن تتأخر على عملها لهذا الحد ساعة بأكملها تأخير منذ متى وأنت تتأخرين عن عملك يا زينب هذا ما كانت تحادث به ذاتها وهي تركض في أرجاء الغرفة حتى انتهت من ارتداء ثيابها والتقطت حقيبتها تسرع للخارج وقبل أن تصل لباب الشقة استمعت لصوت والدتها يصدح من خلفها 
استني يا زينب افطري .
رددت باستعجال 
معلش يا ماما متأخره افطروا أنتوا .
وصلت للشركة التي تعمل بها أخيرا لتلتقط أنفاسها بصعوبة فقد وصلت في تمام التاسعة وخمسون دقيقة جلست في غرفة مكتبها تتابع الأعمال لتدلف لها السكرتيرة الخاصة بعد ساعة تطلب منها الذهاب لمدير الشركة لأنه طلبها في أمر هام ..
قطبت حاجبيها باستغراب فلم تتعامل من قبل معه رأته مرة تقريبا أثناء اجتماع لجميع المسؤلين في الشركة ولم تراه من حينها فجميع تعاملاتها مع نائب رئيس مجلس الإدارة .. وقفت تعدل من بذلتها النسائية ذات اللون الأخضر القاتم وأسفلها قميص أبيض ناصع اتجهت لمكتب مدير الشركة ودقت الباب بعد أن أشارت لها السكرتيرة بالدخول دلفت بعد أن سمعت صوته يأذن لها بالدلوف وبخطى واثقة كانت تمتثل أمام مكتبه وأخذت تطالعه بتفحص فهذة المرة الأولى التي تراه عن قرب .. شاب يبدو في الثلاثينات بشعر أسود غزير وملامح وجه غير واضحة لأنه وضع وجهه في الورق الذي أمامه يتابعه بدقة حمحمت بخفوت ليرفع رأسه لها .. فوقعت عيناه على فتاة ترتدي بذلة لاقت لها كثيرا بلونها الجذاب وشعرها الأسود الذي جمعته على هيئة كعكة فوق رأسها مع القليل جدا من مستحضرات التجميل وحددت عيناها البنية بكحل أسود رسم بإتقان رغم بساطة ملامحها إلا أنها جميلة وجذابة بشكل ما خاصة مع بشرتها المائلة للخمرية تنحنح بهدوء حين لاحظ إطالة تحديقه بها وأخفض عيناه الخضراء التي تشبه غابات الزيتون وهو يردد بهدوء 
اتفضلي يا ...
صمت وهو يحاول تذكر اسمها لتجلس وهي تردد بنبرتها الهادئة 
زينب سعد .
رفع نظره لها وردد بابتسامة 
اتشرفت يا دكتورة .. طبعا ده أول لقاء لينا وأكيد مستغربة إني طلبتك .. أولا أحب أعرفك بنفسي .
أكمل حديثه مشيرا على اللافتة الصغير الموضوعة على المكتب أمامه 
أنا دكتور

ياسر الدميري مدير الشركة ..!
أنا ياسر الدميري مدير الشركة ..
أومأت بابتسامة مرددة 
غني عن التعريف يافندم .
بادلها ابتسامة طفيفة وهو يقول 
كنت طلبت من عادل أخويا يدورلي على موظف من الي عندنا يكون عامل دراسات عليا في المواد الفعالة فيه في دماغي فكرة لتصنيع دوا جديدة وهحتاج أعرف أدق التفاصيل عن المواد الفعالة في التركيب الجديد وعادل شرحك ليا وقالي إنك عاملة ماجستير في المجال ده .
أومأت بتأكيد وهي تقول 
ايوه وحضرتك تقدر تسألني عن اي حاجه وأنا هجاوبك وممكن برضو تعرضلي التركيب الي في دماغ حضرتك وأقولك رأيي فيه .
وبعد نصف ساعة كاملة من الحديث كانت ابتسامة راضية ترتسم على ثغر ياسر وهو يردد 
ترشيح موفق جدا من عادل بجد مبهور بكمية المعلومات الي عندك .
ابتسمت تردد 
أنا قعدت 4 سنين مبعملش حاجه غير إني بتعمق في دراسة المواد دي وغالبا قرأت معظم الرسايل والأبحاث الي اتعملت عنهم .
ردد بإعجاب 
هايل هتفديني كتير الفترة الجاية .. ايه رأيك تشتركي معايا في التركيبه الجديدة 
اتسعت عيناها بذهول وهي تسأله 
بجد !
ايوه متفاجئه ليه
ذمت شفتيها قليلا بحيرة وأردفت 
اعذرني بس .. يعني دايما أصحاب الشركات بيفضلوا يعملوا التركيبة لوحدهم عشان تبقى بإسمه هو بس وده بيضيف لإنجازاته المهنية وبيرفع من شركته فإن حضرتك تعرض عليا أشاركك فيه حاجه غريبة .
ضحك بخفوت وهو يردف 
لأ أنا مش أناني .. ومعنديش أي مشكله إن اسمك يتكتب مع اسمي وفي النهاية الدواء بيخرج بإسم الشركة وبالنسبة لسي في الإنجازات فأنا الموضوع ده مبيشغلنيش أهم حاجه عندي المصلحة العامة .. إلا بقى لو أنت حابه يكون اسمك لوحدك .
أردف الأخيره بمرح
لتجيبه مبتسمة بمرح مماثل 
لأ أنا مش أنانية ..
أسبوع كامل مر دون جديد ..
زهرة وياسر استقرت حياتهما بشكل كبير بعد ابتعادهما عن والدته وللآن حياتهما خالية من المشاكل منذ ابتعدا عن بيت العائلة ..
سارت في طرقات الشركة وهي تحمل الأوراق بين يديها تتابعهما بتمعن حتى شهقت بخضة حين اصطدمت بشخص ما .. رفعت عيناها تقابل من اصطدمت به لتجده شاب يبدو في أوائل العشرينات هذا ما رجحته وسيم إلي حد ما بشعره الأسود وعيناه البنية وبشرته القمحية المناسبة تماما لملامحه رددت بحرج 
أنا آسفة مكنش قصدي.
تعلقت عيناه بها لا يدري ما الذي يجذب بها تحديدا لكنه شعر وكأنه يود النظر لها لوقت طويل دون ملل تنحنح بارتباك حين لاحظ نظراتها المستغربة لصمته وقال بابتسامة صغيرة 
أبدا ولا يهمك بس كان ممكن تقعي لو مكنتش خدت بالي على آخر لحظه .
رفعت حاجبها باستهجان مرددة 
ده إن دل على شئ يدل على إنك مكنتش مركز برضو يعني مش غلطي لوحدي .
ضحك بخفوت مرددا بمرح 
أنا وقعت بلساني ولا إيه ! عموما أنا كمان آسف .
ابتسمت بهدوء مرددة 
حصل خير يا دكتور .
بالمناسبة أنا دكتور عادل الدميري .
تصلبت ملامحها بدهشة لثواني قبل أن تردف بتفاجئ 
رئيس مجلس الإدارة !.
أومئ بتأكيد وهو يقول 
شكلك أول مرة تشوفيني 
ايوه فعلا أصل أنا دايما تعاملي مع نائب حضرتك أو مدراء الأقسام .. أنا زينب سعد المديرة التنفيذية .
هتف بإدراك 
آه .. أنت الي رشحتك لدكتور ياسر .
أومأت بتأكيد وهي تهتف 
بالضبط .
مش متخيله ياسر شكرني ازاي على اختياري ليك واضح إنك عجبتيه جدا .
طالعته بصمت ليكمل هاتفا بتوضيح 
طبعا اقصد شغلك .
أومأت برأسها متفهمة 
أكيد طبعا فاهمة .. عموما أنا كمان محتاجه أشكر حضرتك على الفرصة دي .. بعد اذنك .
اتفضلي .
رددها بهدوء وهو يتابع ذهابها بأعين مهتمة لا يعلم لم شعر بنفسه قد أنجذب لتلك الفتاة من مجرد حديث معها !!.
بس أنا شايفه لو قللنا النسبة شوية من مادة هيبقى أفضل عشان متسببش آثار جانبية كبيرة .
هتفت بها زينب وهي تجلس أمام ياسر المستمع لها بإهتمام في الأيام السابقة يقضون أكثر من ساعتان يوميا في البحث والتجربة لتحضير التركيبة الجديدة التي يريدونها ... ولعل ما يقلقها ما بدأت تشعر به تجاهه في الأيام التي اختلطت به فيهم .. بدأ يشغل تفكيرها بشكل كبير وهذا بداية غير مبشرة بالمرة ..
دكتورة زينب 
انتبهت على هتافه فنظرت له بانتباه ليكمل 
روحت فين 
نفت برأسها مرددة 
لا أبدا معاك ..
وقد كانت معه بالفعل بعقلها وأذنها وقلبها الذي بدأ يغزوه مشاعر جديدة عليها لم تشعر بها من قبل ولكنها تشعر بأن ما تفعله خطأ فادح ولا تعرف سبب شعورها بهذا .
منذ الصباح وهي تشعر ببعض التعب الذي يزعجها بحق .. بعض التقلبات بمعدتها مصاحبه بدوار طفيف يجعلها غير قادرة على حفظ توازنها بالكامل .. زفرت بضيق حين استمعت لرنين جرس المنزل فهي ليست قادرة على النهوض من الأساس لكنها نهضت بصعوبة لتفتح الباب .. صدمت ملامحها حين رأت والدة زوجها أمامها .. دلفت الأخيرة دون استئذان خطوتان قبل أن تسقط أرضا بضعف وقبل أن تغيب عن الوعي سمعت صوت والدة زوجها تهتف بإسمها بفزع وتحاول تحريكها ..
فتحت عيناها بعد مدة لا تعلم

عددها لتسمع صوت لم تتبين هوية صاحبه ولكن بعد ثانيتان فقط استطاعت إدراك هوية المتحدث فقد كانت زوجة والدها تتحدث في الهاتف مع أحد لا تعلم هويته 
بقولك حامل ... لا طبعا مش هسيبها تتهنى بحملها .. أنت عارف إن الحمل ده هيخلي وجودها مع ابني أمر واقع ووقتها مش هعرف أزيحها من حياته .... أنا هعرف أخلص من الحمل ده بطريقتي .
أنهت حديثها مرددة 
بقولك اقفلي دلوقتي هكلمك بعدين .
كانت تستمع لحديثها بقلب يغلي بنيران الكره التي تولدت في هذة اللحظة تحديدا تجاه هذة المرأه تريد أن تحرمها من طفلها الذي انتظرته كثيرا والذي من الممكن أن يكون فرصتها الأخيرة ولا تعرف كيف أو متى نفرت عروقها واندفع الډم بأوردتها بتحفز وهي تشعر أنها لا تريد شئ
سوى الإنقضاض على هذة الشمطاء دون حسبان لأي شئ .
اقتربت منها تهتف بابتسامة سمجة 
حمد الله على السلامة يامرات ابني .. كدة تخضيني عليك .
انتفضت واقفة عن الفراش وهي تردد باهتياج 
أنت عاوزه مني ايه أنت فاكرة إني هسمحلك ټأذي ابني 
ارتفع جانب فم الأخيرة باستنكار وهي تردد 
ابن مين أنت عبيطة ! أنا مش فاهمة حاجة .
هتفت پغضب بالغ 
أنت سمعتي قلت ايه ويلا بره .
شهقت پعنف وهي تشيح بيدها بحركات سوقية منفعلة 
بره ! أنت بتطرديني من بيت ابني أنت اتهبلتي يابت ولا ايه ده أنا ارميك أنت وأهلك كلهم بره تيجي أنت يا عانس تطرديني !.
حسنا لهنا ويكفي هذا ما رددته بداخلها قبل أن تمد يدها تمسك بذراع الأخيرة وهي تجذبها للخارج حتى وصلا للردهة وهي تحاول التملص منها وبالأخير نجحت لتدفع زهرة پعنف وهي تصرخ بها 
ورحمة أمي ما هطلع مبقاش غيرك يابنت ال الي تطردني من ملكي وملك ابني .
اهتاجت زهرة أكثر حين دفعتها لأخيرة بقوة ولم يأتي بخاطرها غير أنها تريد قتل طفلها فهجمت عليها تجذبها من ذراعها بقوة مسقطة إياها أرضا قبل أن تجثو فوقها وهي تصرخ بها وتحاول إمساك ذراعيها بإحكام 
مش هسيبك ټموتي ابني مش هسمحلك تأذيه ..
صړخت الأخيرة بقوة وهي تحاول التملص منها تشعر بأن نفسها يتناقص بسبب جثوم الأخيرة فوق صدرها 
ابعدي ..ابعدي هتموتيني يا مچنونة أنت .
فتح باب الشقة سريعا حين وصله الصړاخ من الخارج ليصعق حين وجد والدته أرضا وزهرة تجثم فوقها بشكل أفزعه .. صړخ بقوة هادرا بإسمها وهو يركض لهما 
زهرة ! .
ركض لهما حتى أصبح جوارهما ليحاول جذب زهرة من فوق والدته وبصعوبة استطاع رفعها عن والدته لكنها لم تكف محاولاتها عن الوصول لوالدته مرة أخرى بعد أن ساعدها ياسر في الوقوف ووقف حائلا بينهما فصړخ بها 
أنت اټجننتي بس يا زهرة .
ولكنها وكأنها لا تستمع له وبالفعل استطاعت الإمساك بذراع والدته التي صړخت بفزع ليدفعها ياسر بقوة قبل أن
 

انت في الصفحة 4 من 8 صفحات