السبت 28 ديسمبر 2024

انا لها الشمس بقلم روز امين

انت في الصفحة 3 من 153 صفحات

موقع أيام نيوز

تحركه السريع نحو الباب وهو يتحدث متمللا نفس الإسطوانة المشروخة بتاعت كل يومياريت توفري على نفسك وعليا الكلام وتسيبيني أتحرك علشان أشوف شغليوحضرتك كمان لازم تتحركي علشان تلحقي طلابك بدل ما تتأخري عليهم يا دكتورة إهرب زي كل مرة هي عادتك ولا هتشتريها نطقت بها بحدة ليتابع هو مروره بالممر المؤدي للدرج دون تعليق بعد قليل ولج إلى غرفة الطعام وجد والده سيادة المستشار علام زين الدينأحد أعضاء هيئة المحكمة الدستورية العليامترأسا الطاولة تجاوره نجلتهفريالإبنة الثانية والثلاثون عامافقد إختار علام اسماء نجله وابنته تيمنا بأسماء ملوك مصر السابقين لكي يصبح شأنهم بأهمية اسمائهم يجاور فريال زوجهاماجد المعيد بكلية الحقوق ذاتها التي تعمل بها والدة زوجته ولقد تعرف عليها من خلال زياراتها المتكررة لوالدتها بعملها وأعجب بها وطلبها للزواج وكان شرط علام الوحيد للموافقة على تلك الزيجة هو مكوث ماجد معهما بالمنزل ويرجع هذا لحب وتعلق علام بنجليه يليهما بالجلوس إبنتهما بيسان ذات الاعوام الست ولديها أيضا طفل رضيع أطلقت عليه اسم فؤاد لتدخل السرور على قلب والديها اللذان حرما من حفيد لنجليهما الوحيد ليسرا به نظريهما تحدث وهو يقترب من مقعده المجاور لوالده صباح الخير يا باشا أجاب بوجه مقتضب كعادته يرجع لجديته في الحياة صباح الخير يا سيادة المستشار ألقي تحية الصباح على شقيقته وزوجها ليسأله علام بعدما رأي دخول عصمت وملامحها التي توحي بمدى ڠضبها مالكم على الصبح أصواتكم عالية ليه مفيش حاجة سيادتك دي دكتورة عصمت كانت بتصبح عليا كعادتها جملة ساخرة نطقها وهو يغرس شوكته بأحد صحون الجبن لينقل منها بداخل صحنه تنهدت عصت وجلست بجواره لتبدأ بتناول طعام فطورها باقتضاب تحدثت فريال إلى شقيقها إنت مبقاش نافع معاك أي كلام يا فؤاد لحد إمتى هتفضل تاعب قلوبنا معاك بالشكل ده أكلي جوزك واهتمي بيه يا حبيبتي وياريت تصبي كل تركيزك عليه الرجالة بتزهق من عدم الإهتمام وبتطلع تدور عليه برة لو نقص جوة نطق بها متعمدا تغيير الموضوع لتهتف فريال بتذمر تشتكي لوالدها شايف يا بابا كلامه كبري عقلك يا فريال اخوك بيهزر معاك هكذا أجابها والدها بتعقل لتتحدث بعناد لو فاكر إن كلامك ده هيخليني أبطل أخاف على مصلحتك تبقى غلطان وهفضل وراك لحد ما دماغك تلين وتتجوز يا فؤاد ابتسم ليتحدث بملاطفة قول لمراتك تخليها في حالها وبلاش تحشر مناخيرها في حياة غيرها يا دكتور تحدث ماجد مبتسما بلباقة خرجني انا من بينكم يا سيادة المستشار إنتوا عيلة واحدة والداخل بينكم خارج تحدث علام بصدق إنت كمان من العيلة يا ابني من يوم ما اتجوزت فريال وأنا بعتبرك إبن تالت ليا متشكر يا باشا ده شرف كبير ليا سعادتك جملة نطق بها ماجد لتستكمل على حديث زوجها عصمتقائلة بتهكم على نجلها سيادة المستشار عنده حق يا ماجدعلى الأقل إنت مريحنا مش واجع قلوبنا زي ناس ابتسم بجانب فمه ليرتشف أخر رشفة من فنجان الشاى وتحدث وهو يهم بالوقوف أنا شايف إن انا انسحب علشان حرب الكلام بتاعة كل يوم شكلها هتبتدي وأنا بصراحة عندي قضية مهمة ومحتاجة ذهن صافي تحدث علام برزانة أقعد كمل فطارك يا فؤاد أمسك بمحرمة ورقية وقام بتجفيف فمه ثم أجاب والده بوقار أكلت الحمدلله يا باشالازم أتحرك حالا علشان عندي تحقيق في قضية مهمة ولازم أجهز لها وقبل أن يتحرك تمسكت بكفه لتتحدث بحنان من إمتى وإنت بتروح شغلك قبل ما تشرب قهوتك لتستطرد بعينين مترجيتين بعدما شعرت بأنه ينسحب بفضل ضغطهم عليه أقعد كمل فطارك على ما سعاد تعمل لك القهوة ربت فوق كفها وتحدث بابتسامة هادئة صدقيني يا حبيبتي معنديش وقت للقهوة هبقى أشربها في المكتب نطقها وتحرك للخارج تحت شعور عصمت بالذنب لتتحدث نادمة شكله زعل من كلامنا تحدث ماجد باستحياء بصراحة يا دكتورة حضرتك وفريال تقريبا بتكلموه يوميا في موضوع الجواز وأكيد حاجة زي دي بدأت تضايقه وټخنقه لف وجهه لزوجته واستطرد لائما وأنا أكتر من مرة لفت نظر فريال بإنها حتى لو هتفاتحه فميكنش قدامنا زفرت فريال بضيق لشعورها بالندم وأيضا والدتها التي نكست رأسها ليتحدث علام بنبرة هادئة يا جماعة فؤاد عقله مش صغير علشان يزعل من كلامكم هو أكيد عنده شغل مهم واستطرد عاتبا بس ده ميمنعش إن ماجد عنده حق في كلامه تنهدت عصت لتهم بالوقوف وتحدثت أنا رايحة الكلية عندي محاضرة الساعة عشرة أنا جاي مع حضرتك نطق بها ماجد ثم تحركا معا وبعدها ذهب علام لعمله وظلت فريال بمفردها بصحبة طفليها والعاملين حيث أنها لم تعمل بشهادة بكالوريوس العلوم الحاصلة عليه وفضلت المكوث بالمنزل لرعاية صغيريها والاهتمام بنفسها وزوجها وكل ما يخص عائلتها الكبيرة بمحافظة القاهرة الكبرى في تمام الساعة الرابعة مساءا بأعلى واجهة مبنى زجاجيا ضخم ناطحة سحاب مثلما يطلقون عليه توجد لافتة كبيرة كتب عليها إسم شركة الأباصيري للأستيراد والتصدير باللون الذهبي ليدل على فخامة وعظمة الإسم وصاحبهنتجه داخل المبني وتحديدا داخل مكتب مدير الشركة أيمن عزمي الأباصيري البالغ من العمر الخامسة والخمسون من عمرهيبدو على هيئته الهيبةيرتدي حلة ذات ماركة عالمية تدل على ثراءه الفاحش تقف بجوار مقعد مكتبه شابة بعمر السابعة والعشرونترتدي بدلة سوداء عملية أشبه بلباس الرجال لتتناسب مع شخصيتها الجادة بنظارتها الحافظة لنظرها ليكتمل وقارها وشخصيتها الحادة التي اتخذتها نهجا لها منذ أن قررت الإستقلال بذاتهايعتلي رأسها حجابا أنيقا وبسيط تنظر بترقب من خلف نظارتها الطبية علي قلم مديرها الذي يتحرك بخفة فوق الأوراق المطلوب توقيعها وتقلبها له واحدة تلو الأخرىتحدث الرجل بتملل بعدما أصابه الضجر من كثرة عدد الأوراق وبعدين يا إيثارأنا زهقت هو الورق ده ناوي مش يخلص النهاردة ولا إيه أجابته بنبرة جادة كعادتها منذ أن عملت معه قبل الثلاثة سنوات مش فاضل غير ورقتين بس يا أفندم بالفعل وضع إمضاءه على تلك الورقتين ليقوم بارجاع ظهره الى الخلف مغمضا عيناه كي يحصل علي قسط بسيط من الراحة قبل مغادرته للشركةأغلقت هي ملف الأوراق وأحتفظت به بيدها وبكل حرفية أمسكت باليد الأخرى الهاتف الموضوع فوق المكتب وتحدثت قائلة بنبرة صارمة كريمتعالى حالا علي مكتب ايمن باشا علشان تاخد الشنطة أغلقت ثم نظرت إلي أيمن لتتحدث بوقار واحترام أي أوامر تانية يا أفندم أجابها بوجه بدا عليه الإرهاق متشكر يا إيثارتقدري تروحي لمكتبك علشان تجهزي نفسك وتروحي أومأت له لتتحدث برصانة وهي تتأهب للإنسحاب خارج حجرة المكتب بعد إذن حضرتك استدارت وتحركت صوب الباب ليوقفها صوتها الهاديء أخبار يوسف إيه يا إيثار إستدارت لتجيبه بابتسامة خاڤتة بخير يا أفندم الحمدلله سألها باهتمام اللي اسمه عمرو ده لسة بيضايقك تنفست بهدوء لتجيبه بملامح وجه مبهمة أخر مرة شوفته فيها كان من إسبوعينلقيته مستنيني تحت العمارة وأنا راجعة من الشغل هددته لو ما ممشيش هتصل بالبوليس ومن وقتها مشفتوش تاني لتكمل بنبرة بائسة للأسف مش مبطل إسلوب الضغط عليا بكل الطرق المشروعة والغير مشروعة اجابها وهو يحمل أشياءه الخاصة منصب أبوه مقوي قلبهلو اتعرض لك تاني واټجنن وجالك إتصلي بيا وانا هعرف اتصرف معاهالاشكال اللي زي دي محتاجة تتعامل بشدة علشان تحترم نفسها تنهدت بأسى وهي تومي برأسها بموافقة ثم تحركت للخارج ولملمت أشيائها وقامت بوضعها داخل حقيبة يدهاصدح صوت جوالها لترفعه لمستوى عينيها وما ان رأت نقش اسم المتصلة حتى زفرت بقوة واكفهرت ملامح وجهها بامتعاضتجاهلت الرنين لتخفيه بداخل حقيبتهاتحرك إليها كريم ذاك الشاب العشريني الذي تعين سائقا
لصاحب الشركة منذ ما يقارب من العام وقد حظي بثقة إيثار به وهذا ما جعل الجميع يتعجب حتى إيثار بذاتها استغربت لكونها رسمت الجمود فوق ملامحها وارتدت شخصية جدية لتضع حدودا بينها وبين الجميع لم يستطع أحدهم تخطيهالكنها سمحت لذاك الكريم بكسرها ربما لظروفه التي تشبهها حيث تخلى عنه جميع اهله ليشق طريقه ويفحر بالصخر كي يستطيع العيش بكرامةمثلما فعلت تماماتحرك صوبها ليتحدث بابتسامته البشوشة كعادته أزيك يا استاذة إيثار بهدوء أجابت الحمدلله يا كريم أخبارك وأخبار خطيبتك إيه لسة محددتوش ميعاد الفرح تحدث بنبرة حماسية قريب إن شاءالله فاضل لنا الغسالة والبوتجاز وكدة الشقة ميبقاش ناقصها حاجة بابتسامة خاڤتة تحدثت لو ده اللي معطلك تقدر تحدد ميعاد الفرح مع حماك ولو على الغسالة والبوتجاز إعتبرهم جم خد أماني بكرة وانزل أشتريهم وخلي صاحب المحل يبعت الفاتورة على مكتبي بس ده كتير قوي يا استاذةمش كفاية ساعدتيني في أوضة السفرة نطقها باستحياء وخجل لتتحدث في محاولة منها للتخفيف عنه إبقى ردها لي في جوازة يوسف يا سيدي ربنا يفرحك بيه نطقها لتهتف بنبرة جادة بسرعة روح للباشا زمانه جهز حمل كريم الحقيبة الجلدية الخاصة برئيسه وتحركا لتتحرك هي الاخرى خلف سيدها بالعمل حتي وصلا إلي المصعد الكهربائي لينزلا للطابق الأسفل ومنه إلي خارج المبني بصحبة كريمتحرك أيمن في طريقه لسيارته الفارهةواتجهت هي نحو سيارتها المتواضعة كي تستقلها لتعود إلي منزلها وقبل أن تقوم بوضع ساقها داخلها إلتفتت لتنتظر مديرها كي يتحرك أولا لتجحظ عينيها فور رؤيتها لظهور مقنعان يستقلان دراجة بخارية الأول يقودها بهدوء والأخر أخرج رشاشا وقام بتفريغ محتوياته من الطلقات الړصاصية بعشوائية متفرقة مما أحدث فوضي داخل المكان وباتت أصوات الصرخات المستنجدة تتعالي جحظت عينيها بعدما لاحظت أحد المهاجمين وهو يضغط على زيناد سلاحھ الڼاري لتنطلق إحدى الرصاصات من فوهة السلاح بسرعة فائقة وتستقر بموضع قلب ذاك الذي وقف امام سيده ليتلقى الړصاصة بدلا عنه وكأنه جندي يدافع عن وطنه بكل بسالة إهتز بدنها بالكامل لتفتح فاهها بذهول بعدما رأت ذاك الخلوق ملقى على الأرض غارقا وسط دمائه البريئة التي سالت بدون ذنبلتصرخ بكامل صوتها ناطقتا باسمه وهي تنطلق إلى موضع رقوده كرررررريم هرول رجال الحراسة التابعة للشركة إلى أيمن كي يؤمنوه من أية محاولات لاعتداءات أخرى محتملة وقاموا بإحاطته جيدا كسياج بحيث لا يخترق حتى من نملة ثم أنزلوه ليحتمي خلف السيارة بطريقة تلقائية وضع أيمن كفي يديه فوق رأسه ليحتمي من تلك الطلقات المتراشقة بين رجال الحراسة التابعين له وبين هؤلاء المقنعين الذين خرجوا من العدممن يستمع لصوت الطلقات يعتقد أن حربا شرسة وقعت للتو أما هي فلن تكترث لتلك الطلقات وبشجاعة تحسد عليها هرولت لذاك المسكين وباتت تتفحصه بعينيها لتهتف متلهفة رد عليا يا كريمرد عليا ارجوك تأملت أن

انت في الصفحة 3 من 153 صفحات