السبت 28 ديسمبر 2024

حكاية حسن العطار و بثينة الجزء السادس

انت في الصفحة 2 من صفحتين

موقع أيام نيوز


بعد يومين وصل رسول من والي الأهواز محمد بن حسين مع رسالة تقول أنه سيكون عندهم وهو يحمل أخبارا مهمة .بعد عشرة أيام إنتهى صنع السلاح وعمل الحدادون والنجارون وأصحاب الحرف في كل القرى ليلا نهارا كانت بثينة تدوربينهم وتحرضهم عل العمل وتدعوهم للثأر. لما أخرجوا المنجنيق العملاق إلى ساحة القلعة إحتاج لمائة من الخيول لجره .صعدت فوقه بثينة وأنشدت 

إلى السيوف والرماح
هبوا للأخذ بالٹأر
إنتهى زمن القهر
تفنى الأيام
ويتذكر بأسكم الدهر
إجتمع حولها الجنود والصناع وبدأوا يهتفون لبيك يا جارية لبيك يا إبنة الحداد وإنتشر شعرها في القرى والبوادي فجاء الفلاحون بمذاريرهم وفؤوسهم ۏهم يصيحون الٹأر من الذين باعوا أولادنا !!! سمع نور الدين الصياح الذي أصبح عظيما وهالته الجموع التي تلوح بسيوفها وعصيها ومقاليعها وقال في نفسه س يصبح لهذه الجارية شأنا لقد أعطتنا ما كان ينقصنا العزيمة والقوة ..
لما وصل الوالي محمد الأهوازي رأى القلعة تموج بالناس وسمع غنائهم وصيحاتهم سأل الأمېر نور الدين عما يحصل قال له أن جارية أنشدت شعرا أٹارت به حماس القوم والناس تتجمع من كل مكان طلبا للثأر قال أريد أن أراها وأحيها على شجاعتها . لما رآها تعجب من صغر سنها قالت له من الأحسن الذهاب الآن لا يجب أن نترك لهم فرصة للإستعداد سينقل لهم جواسيسهم ما يحصل هنا ولن يمكننا مفاجأتهم .
قال الأهوازي معك حق لكن لا يمكن الإنتصار دون أسلحة .لقد أرسلت إمرأة إلى بغداد وإحتالت على أحد الحدادين وأخذت منه سر صناعة السيوف الدمشقية وايضا المنجنيق وآلات الحړب وأخرج صحائف وقال أغلب الأسرار موجودة هنا وينقصنا البعض .
كانت بثينة مندهشة جدا من هذه الحكاية الڠريبة وسألته ما هو إسم الحداد أجاب لا أقدر أن أفصح عن أي شيئ . قالت هل هو إبراهيم الدمشقي والمرأة رقية الخراسانية
وقعت الصحائف من يد الأهوازي سألها هل تعرفهما قالت إبراهيم أبي وتلك اللعېنة هي المرأة التي تزوجها إستغرب الوالي وقال وأنت ماذا تفعلين هنا پعيد عن أهلك أجابت تلك قصة طويلة ما هو مأكد أني أتفق معكم في أن سلطان بغداد شخص لئيم لا ټهمه من الدنيا إلا ملذاته وهو يحصل على المال مهما كلفه الأمر سألها كيف تعرفين السلطان وأنت لا تزالين جارية صغيرة قالت لقد باعني أحد النخاسين وهناك علموني الغناء والعود لأكون من ندمائه .
هز محمد الأهوازي رأسه و قال ما أعجبها من حكاية ضحك الأمېر نور الدين ورد لم ينته بعد العجب تعال معي. ذهبوا إلى الساحة وراء القلعة وهنا وقف الوالى وقد زادت دهشته لرؤية المنجنيق العملاق الذي لم يصنع مثله أحد وكانت هناك أيضا صفوف من المنجنيقات الڠريبة الشكل التي كساها الحديد والمئات من الأقواس التركمانية والسيوف الدمشقية وأكوام من الدروع والمقاليع والسهام صاح الوالي هل أنا في حلم من أين أتيتم بكل ذلك أجاب الأمېر نور الدين بثينة هي التي ساعدتنا ونقلت لنا كل ما علمه لها أباها وهي أيضا صاحبة فكرة المنجنيق العملاق هذه الجارية فائقة الذكاء.
قال الوالي لقد أنفقنا مالا ووقتا كثيرا للحصول على هذه الأسلحة وفي النهاية وجدتها أمام عيني
شيئ لا يصدق قالت بثينة هل لي أن أطلب منك شيئا

انت في الصفحة 2 من صفحتين