الجمعة 27 ديسمبر 2024

وتين الجزئين بقلم ياسمين الهجرسي

انت في الصفحة 1 من 53 صفحات

موقع أيام نيوز

وتين 
الحلقة الأولى 
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
اليس ظلما أن اعشق عينك وكل يوما ألقاها ولا اتكلم اليس ظلما أن اصارع ذلك الشتاءالمهجور دون عينك وان اظل اروض الحروف ولا أتعلم اليس ظلما أن أكون صريع عينك وانا ذالك الغائب المجهول
قصر عائله الشاذلي
اشرقت شمس يوم جديد تفرش أشعتها على ارجاء احد احياء القاهره الساحره الجديده وتحديدا في قصر المستشار احمد الشاذلي

استيقظت ابرار لتقضي صلاه الفجر كعادتها اليوميه وبعد ان قضت فرضها وجدت غرفة ابنها راكان مضيئه طرقت على باب غرفته حتى فتح لها راكان
ابتسمت له بحب وحنان وهتفت قائله صباح الخير يا قلب ماما
أقترب منها راكان وقبلها من مقدمه راسها ويداها وهتف بود واحترام قائلا تقبل الله منك يا امي
رتبت على كتفيه تهتف بمحبه و معزه تختصه بها دون عن اخواته ربنا يرضى عليك يا ابني اقعد عايزه اتكلم معاك شويه ولا هتدخل تنام  
وأشارت بيدها على الفراش جلس امامها وهو يمسك يدها ويقبلها باحترام يهتف قائلا أمريني يا امي
ابتسمت بحب وهي تدعي ربها أن يهديه و يوافق علي طلبها 
هتفت بحنان لهذا الابن البار قائله له ما يؤمر عليك ظالم يا قلب امك هطلب منك نفس الطلب ويا ريت ما ترفضش زي كل مره
طنط شغف جابتلك عروسه و بعتتلي صورتها والبنت زي القمر بس انت وافق نفسي أفرح بيك وأشيل اولادك انت كبرت على القعده دى من غير جواز وكل البنات بيموتوا عليك يتمنوا منك نظره رضا
هتف راكان بضيق من نفس الحديث الذى لا ينتهى قائلا 
يا امي يا حبيبتي حضرتك ما بتتعبيش من الكلام في الموضوع دا
انا عارف انه صعب عليه قوي اني اقول الكلام ده لحضرتك
بس انتى اكثر واحده عارفه اني مش هقدر احب تاني 
ولا هقبل فكره ان واحده غيرها تشاركنى حياتى
صمت يهدئ من حاله حتى لا يتجاوز مع امه فى الكلام واسترسل حديثه بانفاس ثقيله ليهتف 
يا أمي هي النفس اللي بتنفسه دي اتولدت على أيدي انا اللي اخترت اسمها  
كانت بتتسند عليا عشان تقف  
انا اللى علمتها تمشي و تاكل اول اسم نطقته كان أسمى مكنتش لسه بتفسر الحروف كانت لما تقوله سعادتي مبتتوصفشى انا صاحبها الوحيد وبير أسرارها حتى انا اللي اختارت ليها كليه عشان بس ما تبعدش عني
انا عارف اني مش المفروض احبها ولا ينفع انا اقول لحضرتك الكلام ده لانه في الاخر انا وقبل ان يكمل
وضعت يدها على فمه وهتفت وهي تبكي بۏجع على حال ابنها وما يعانيه اوع تقولها الله يرضيك عليك انت
ولم تكمل كلامها بسبب دخول ابنتها عليهم وهي تحمل في يديها صينيه عليها حليب وبعض شطائر الخبز
واقتربت منهم ووضعتها على المنضده وقبلت والدتها بحب
نظر لها راكان وبادلها تحيه الصباح وامسك علبه سجائر واخرج منها سېجاره أشعلها
أقتربت منه وتين واختطفتها من فمه ورمتها وهي تهتف بتذمر طفولي 
ابيه مش صح تشرب سجاير الصبح صحتك تتعب المفروض تفطر الاول وامسكت كوب الحليب ووضعته بين يديه وبعض شرائح الخبز
كل هذا تحت انظار والدتهم التي يتقطع قلبها على حال ابنها وامنيته المستحيل تحقيقها وهتفت قائله
وانت فين كوبايه اللبن بتاعتك
ردت على وتين بحب ما انا هاخذ نصف كوبايه ابيه حضرتك عارفه ياامي يا قمر اني بحب اشارك ابيه في اي حاجه بيشربها
ضحك راكان عليها فهى طفلته و اخته المدلله وهو يقترب منها وامسكها من اذنها وهو يضغط علي اذنها لكي يؤلمها 
اي حاجه بشربها بس يا بكاشه و لبسي اللي انت بتلبسيه والبرفان بتاعى رغم انه رجالى معرفش بتعملى بيه ايه
اعمل فيكي ايه اخذتي كل لبسي برغم اني بجيب من الحاجه قطعتين الاقيكي اخذت الاثنين ومش بترجعيهم ثاني ومش بلاقيهم فيه دولابي ولا الشغالين يعرفوا عنهم حاجه تكوني بتولعي فيهم
صړخت وهي تمثل ان اذنها تؤلمها وتشير الى نفسها انا يا أبيه أعمل كده تنقطع ايدي انا هحكيلك بس سبني عشان خاطري يا ابيه ودانى وجعتني قوليله حاجه يا ست الكل
ترك راكان أذنها وهو يبتسم بسخريه من افعال تلك الشقيه وهتف أنا بعدت أهو يا
ستي قولي لبسي بيروح فين
جلست في منتصف الفراش وسحبت غضاء السرير الثقيل عليها نظرا لبرودة الجو 
كل هذا ووالداتهم تضحك عليهم فابنتها لا تكف عن مناقرة اخوها الكبير فى اى فرصه تأتى لها قولي يا ستى السر الحړبي وراء أختفاء ملابس راكان الشاذلى
ضحكت وتين وهي ترفع أكمام ملابسها بسخرية وتمسك مقدمه ملابسها بفخر وهتفت بسعاده
أنا بقي بحب البس لبس أبيه أوى وخصوصا بعده على طول ريحته مع البرفيوم بتاعته بتعمل توليفه محصلتش
ويالهوى يا أبيه لم أحط عليهم كمان من البرفيوم بتاعي بتبقى حتة توليفه بتخلي كل اللي في المكان يتجنن
ضحك عليها راكان وهتف بحنان من افعال تلك المجنونه 
بقي كده ماشى ياستى تركها و ذهب إلى مرآه الزينه وأمسك زجاجه عطره وأقترب منها وهو يقول 
أتفضلي يا ست البنات زجاجه بريفوم من بتاعتى عشان ما تخديش لبسى تانى
تجمعت الدموع فى عينها وهى تهتف 
بقى كده يا ابيه مش عايزنى البس لبسك هو حضرتك مفكرنى معرفش اسمها وأقدر أشترى زيها
صمتت تستجمع باقى كلامها تحت شهقات صوتها المتقطع لتكمل حديثها قائله 
بس انا بحس بالأمان فى لبسك وأنك معايا فى كل مكان بحس بنفسك محوطنى منين ما اكون بيدينى ثقه فى نفسى
ولو على أن حضرتك مش بتلاقيها عشان أنا بعد ما بلبسهم بخبيهم فى دولابى عشان بحب احتفظ بيهم  
اخرجت تنهيده طويله لما تشعر به لتسترسل كلامها قائله 
أنت الامان يا أبيه حتي سريرك لما بنام عليه بحس فيه بدفى مش بلاقيه فى سريرى
أى مكان حضرتك بتكون فيه بلاقى راحتى وأمانى لسه زعلان إنى بأخد لبسك
هتف بۏجع وحب لتعلقها الشديد به وهو يمرر انامله على وجنتيها وجفف دموعها ليقول لا يا قلب اخوكي 
مش زعلان ولو حبه خدى الدولاب كله أنا أطول وتين هانم تلبس لبسى
وبمناغشه لكى يفك من عبوس وحهها بس بشرط توعديني أنك بعد ما تقلعيهم ترجعيهم ليا تانى وبرائحتك لانها الحنان بالنسبالي
ضحكت مجلجله وهى تصقف على يديها و هتفت قائله 
حاضر أنا هاخد المخده دى فى حضڼي وهنام هنا شويه علي متخلصوا كلامكم وماما تبقى تصحيني أروح غرفتي أكمل نوم وسحبت الغطاء فوقها وأغمضت عينها وتركتهم في زهول من فعلتها
تعحب من افعالها واخذ يضرب كف بكف من حيلها التى لا تنتهى دثرها جيدا بالغطاء ونظر الي والدته وهتف بصوت يكسوه الالم قائلا 
كبرت أوى يا أمى بقي قلبي بيتخلع عليها لما تبعد عنى 
تفتكرى هيجى اليوم اللى أقدر أسلمها بأيدى لعريسها 
أدعيلى يا أمى استحمل اصل انا من غيرها اموت فيها
بكت أبرار بقهره علي حال أولادها لأن تعلقهم ببعض اصبح مثل الروح والجسد مستحيل تفريقهم عن بعض
بصوت وتنهيده خرجت ثقيله هتفت قائله ليه كده يا ابني توجعنى فيك تفتكر انا هقدر اعيش من غيرك 
واكملت و دموعها تنهمر مثل الشلال و امسكت يده تقبلها تعرف يا راكان لما ربنا رزقني بك كانت الدنيا مش سيعاني من الفرحه
فضلت افكر

انت في الصفحة 1 من 53 صفحات